الزجاج المقسى في مصر: نظرة شاملة

الزجاج المقسى

يُعد الزجاج المقسى أو الزجاج المُعالج حراريًا نوعًا من الزجاج الآمن الذي يخضع لعمليات حرارية أو كيميائية دقيقة تهدف إلى زيادة متانته مقارنةً بالزجاج العادي، إذ تُحدث عملية التقسية ضغط على الأسطح الخارجية للزجاج، في مقابل ضغوط شدّ داخلية، ما يمنحه بنية خاصة تجعله يتفتت إلى قطع صغيرة غير حادة عند الكسر بدلًا من الشظايا الكبيرة والخطيرة، هذه الخاصية تقلل بشكل كبير من خطر الإصابات، ما يجعل الزجاج المقسى الخيار الأمثل في الأماكن التي تكون فيها سلامة الأفراد أولوية.

قوة تفوق الزجاج العادي

يُعتبر الزجاج المقسى أقوى بحوالي أربع مرات من الزجاج الملدَّن، وهو الزجاج العادي الذي يُبرَّد ببطء لتقليل التكتلات الداخلية أما في الزجاج المقسى، فيؤدي التبريد السريع بعد التسخين إلى تكوين طبقات مضغوطة على السطح تُسهم في سد الفراغات وتمنع انتشارها، وهي ميزة مهمة خاصةً في الاستخدامات المعرضة للإجهاد العالي مثل نوافذ السيارات والعناصر المعمارية والتطبيقات الأمنية.

لمحة تاريخية

رغم معرفة مفهوم تقسية الزجاج منذ قرون، فإن التطوير الفعلي بدأ في القرن التاسع عشر ويُعتبر الفرنسي فرانسوا بارتليمي ألفريد روييه دي لا بَستي من الرواد في هذا المجال، إذ ابتكر عام 1874 طريقة لتقسية الزجاج عن طريق تبريده في حمام ساخن من الزيت أو الشحم، وحصل على براءة اختراع لهذه التقنية في إنجلترا. 

بعدها واصل المخترعون تطوير هذه الصناعة، حيث قدّم فريدريش سيمينز عملية تقسية باستخدام قوالب مضغوطة، ثم سجّل رودولف سيدن لاحقًا طريقة شاملة لتصنيع الزجاج المقسى، مما مهد الطريق لاستخدامه الواسع في العالم اليوم.

استخدامات الزجاج المقسى في مصر

يُستخدم الزجاج المقسى في مصر بشكل واسع في مختلف القطاعات بفضل قوته ومتانته وخصائصه الأمنية.

المجال المعماري

يُعد الخيار المفضل للواجهات الزجاجية، أبواب الشرفات، النوافذ، والأسقف الزجاجية، كما أن قدرته على تحمل الإجهادات الحرارية تجعله مثاليًا للتصاميم العصرية التي تعتمد على المساحات الزجاجية الواسعة لتوفير الإضاءة الطبيعية والمظهر الجمالي.

قطاع السيارات

يُستخدم الزجاج المقسى في النوافذ الجانبية والخلفية للسيارات، إذ يضمن حماية كبيرة حتى في حال الكسر عند الاصطدام فإنه يتفتت إلى قطع صغيرة أقل خطورة، ما يقلل من احتمالية إصابة الركاب.

الاستخدامات المنزلية

يستخدم في الأبواب الزجاجية، الطاولات، الأرفف، وأبواب أفران الميكروويف. قوته ومقاومته للحرارة تجعله خيارًا مثاليًا لهذه التطبيقات اليومية.

المجالات التجارية والصناعية

يُستخدم في واجهات المحلات التجارية، الفواصل المكتبية، خزائن العرض، بالإضافة إلى التطبيقات الصناعية مثل الحواجز الزجاجية في المعدات والآلات.

الاستخدامات المتخصصة

يدخل في صناعة أحواض الأسماك، مكونات الزجاج المضاد للرصاص، نظارات الغوص، وواقيات شاشات الهواتف المحمولة، حيث يجمع بين المتانة والشفافية والسلامة.

خطوات تصنيع الزجاج المقسى

تمر عملية إنتاج الزجاج المقسى بمراحل دقيقة تضمن جودة المنتج النهائي مثل:

  • القص: يتم أولًا قص الزجاج حسب المقاسات المطلوبة، ويجب أن تُنفَّذ عمليات الحفر أو القص قبل مرحلة التقسية، لأن أي تعديل لاحق قد يؤدي إلى كسره ثم يُفحص الزجاج للتأكد من خلوه من العيوب.
  • التسخين: يُسخن الزجاج في أفران خاصة إلى درجات حرارة تتجاوز 600 درجة مئوية، ما يجعله مرنًا بدرجة كافية للمعالجة.
  • التبريد السريع (التبريد المفاجئ): يتم تبريد الزجاج بسرعة باستخدام تيارات هواء قوية.
  • التقسية الكيميائية (طريقة بديلة): تُستخدم في بعض الحالات غمس الزجاج في حمام من نترات البوتاسيوم المنصهرة، حيث تُستبدَل أيونات الصوديوم في سطح الزجاج بأيونات البوتاسيوم الأكبر حجمًا.

معايير Sphinx Glass في تصنيع الزجاج المقسى

تُعد Sphinx Glass من أبرز مُصنّعي الزجاج في مصر والمنطقة، حيث تقدم زجاجًا عالي الجودة يُستخدم كقاعدة في عمليات التقسية لدى كبرى الشركات.

  • الزجاج الشفاف المقسى: مثالي للتطبيقات المعمارية والسيارات.
  • الزجاج الملون المقسى: يُستخدم في المباني والمركبات لتقليل الوهج وتحسين كفاءة الطاقة.
  • الزجاج العاكس المقسى: يجمع بين مزايا الزجاج المقسى وخصائص التحكم في الحرارة، مما يجعله مناسبًا للتصاميم الحديثة والأجهزة المنزلية.

اتصل بنا

احصل على التوجيهات

منشورات ذات صلة